على عدالته» (?) وعلى هذا فلا يكون المرسل والمنقطع داخلين في تعريف الحسن أيضا، مع أن إطلاقه عليهما شائع عندهم حيث صرح فقهاؤهم بأن رواية زرارة (?) في مفسد الحج إذا قضاه في عام آخر حسن، مع أنها منقطعة. ويطلقون لفظ الحسن على غير الممدوح (?) حيث قال ابن المطهر الحلي: «طريق الفقيه إلى منذر بن جيفر حسن» (?) مع أنه لم يمدحه أحد من هذه الفرقة.

وأما (الموثق) ويقال له «القوي» أيضا فكل ما دخل في طريقة من نص الأصحاب على توثيقه، مع فساد عقيدته وسلامة باقي الطريق عن الضعف. (?) مع أنهم أطلقوا الموثق أيضا على طريق الضعيف، كالخبر الذي رواه السكوني (?) عن أبي عبد الله عن أمير المؤمنين. (?) وكذا أطلقوا القوي على رواية نوح بن دراج (?) وناجية بن أبي عمارة الصيداوي (?) وأحمد بن عبد الله جعفر الحميري (?)

مع أنهم إمامية ولكنهم ليسوا بممدوحين ولا مذمومين.

أما (الضعيف) فكل ما اشتمل طريقه على مجروح بالفسق ونحوه أو مجهول الحال. (?)

واعلم أن العمل بالصحيح واجب عندهم اتفاقا، مع أنهم يروون بعض الأخبار الصحيحة ولا يعملون بموجبها، كما روى زرارة عن أبي جعفر قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال «أطعموا الجدة السدس ولم يفرض الله لها شيئا» (?) وهذا خبر موثق. وروى سعد بن أبي خلف (?) عن أبي الحسن الكاظم - عليه السلام - قال: سألته عن بنات الابن والجدة فقال «للجدة السدس، والباقي لبنات الابن» (?) وهذا خبر صحيح عندهم، فهم يقولون ما لا يفعلون.

ثم اعلم أن أكثر علماء الشيعة كانوا يعملون سابقا بروايات أصحابهم بدون تحقيق وتفتيش، ولم يكن فيهم من يميز رجال الإسناد ولا من ألف كتابا في الحرج والتعديل، حتى صنف الكشي سنة أربعمائة تقريبا كتابا في أسماء الرجال وأحوال الرواة، وكان مختصرا جدا لم يزد الناظر فيه إلا تحيرا، لأنه أورد فيه أخبارا متعارضة في الحرج والتعديل ولم يمكنه ترجيح أحدها على الآخر. ثم تكلم الغضائري (?) في الضعفاء والنجاشي (?) وأبو جعفر الطوسي في الحرج وصنفوا فيه كتبا طويلة، ولكن أهملوا فيها توجيه التعارض بالمدح والقدح ولم يتيسر لهم ترجيح أحد الطرفين، ولهذا منع صاحب (الدراية) (?) تقليدهم في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015