وأخبرهم أني من النفر الذي ... لِوَلاءِ أهل البيت ليس بناقض

وقل ابن إدريس بتقديم الذي ... قدمتموه على علي ما رضي (?)

والفرق بين تلك الثلاثة وهذه مما لا يخفى على صغار المتعلمين، إذ هذه الثلاثة في غاية من الركاكة فلا يتصور صدورها عن مثل ذلك الإمام البليغ الذي له اليد الطولى في العربية، وقد نسبوا له أيضا أبياتا أخر غير التي ذكرناها سابقا مثل قولهم:

شفيعي نبي والبتول وحيدر ... وسبطاه والسجاد والباقر المجدي

وجعفر والثاوي ببغداد والرضا ... وفلذته والعسكريان والمهدي (?)

ولا يخفى بطلان ما نسب إلى ذلك الإمام على من تصفح كتب التاريخ، لأن ولادة الإمام علي ابن محمد التقي كانت سنة أربع عشر ومائتين، وولادة الإمام حسن العسكري بعد ذلك بزمن طويل، ووفاة الإمام الشافعي سنة أربع ومائتين في عهد المأمون العباسي. (?) نعم إن الإمام الشافعي قد ذكر فضائل من أدركه من أئمة أهل البيت، وهكذا شأن جميع علماء أهل السنة ولله تعالى الحمد كما سبق. (?)

الثانية عشر

ومن مكائدهم أنهم يفترون على النبي - صلى الله عليه وسلم - في أنه قال: «لا تُسأل شيعة علي يوم القيامة عن صغيرة ولا كبيرة، بل تبدل سيئاتهم بالحسنات»، (?) وأنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «قال الله تعالى: لا أعذب أحدا والى عليا وإن عصاني». (?)

فاغتر بهذا بعض الجهال فهاموا في أودية الضلال، مع أنه قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه}، فقد كذبوا على النبي المختار، فليتبوءوا مقعدهم من النار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015