فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا يحبهما إلا مؤمن فاضل، ولا يبغضهما إلا شقي مارق. وحبهما قربة، وبغضهما مروق» (?) الخ وفي رواية «لعن الله من أضمر لهما إلا الحسن الجميل». (?) ثم أرسل إلى ابن سبأ فسيره إلى المدائن وقال: لا تساكني في بلدة أبدا. (?) وهذا مما يفت بأعضاد هذه الفرقة أعني الشيعة السبية لا المخلصين. ولما ظهرت ما ارتضى الشيعة المخلصون بلقب «الشيعة» فتركوه تحرزا عن الالتباس، وكراهة للاشتراك الاسمي مع أولئك الأرجاس، ولقبوا أنفسهم بأهل السنة والجماعة. فما وقع في بعض الكتب كتاريخ الواقدي (?) والاستيعاب (?) من أن فلانا كان من الشيعة مثلا لا ينافي ما وقع في غيرها من أنه من رؤساء أهل السنة والجماعة، حيث أن المراد بالشيعة هناك الشيعة الأولى، وكان أهل السنة منهم. وكيف لا وهم يرون فرضية حب أهل البيت، وعليّ كرم الله تعالى وجهه عمادهم، ويروون في ذلك عدة أحاديث منها ما رواه البيهقي وأبو الشيخ والديلمي أن رسول الله قال «لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، وتكون عترتي أحب إليه من نفسه» (?) وعن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي» (?) إلى غير ذلك مما لا يكاد يحصى أو يحصر.

وقد نسب للإمام الشافعي - وموضعه من أهل السنة موضع الواسطة من العقد - نظم كثير يشهد بما ذكرناه عن أهل السنة، ويرد به على من أنكر ذلك من جهلة الشيعة، كقوله - رضي الله تعالى عنه -:

يا أهل بيت رسول الله حبكم ... فرض من الله في القرآن أنزله

يكفيكم من عظيم الفخر أنكم ... من لم يصل عليكم لا صلاة له (?)

وقوله:

إن فتشوا قلبي رأوا وسطه ... سطرين قد خُطا بلا كاتب

العلم والتوحيد في جانب ... وحب أهل البيت في جانب (?)

وقوله:

إذا ذكروا عليا أو نبيه ... وجاءوا بالروايات العليه (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015