وقد ألف في موضوع هجاء المصاحف من المعاصرين للمؤلف أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي (430 هـ)، ومحمد بن يوسف بن أحمد بن معاذ الجهني (442 هـ).

فالمهدوي صنف رسالة في موضوع هجاء المصاحف تقع في نحو 18 ورقة إلى 26 ورقة. وقد جاء في أولها: «جزء فيه هجاء مصاحف الأمصار على غاية التقريب والاختصار» مما عني بتأليفه أبو العباس المهدوي (?).

وابن معاذ الجهني صنف رسالة في الموضوع نفسه تقع في نحو 28 ورقة بعنوان: «كتاب البديع في معرفة ما رسم في مصحف عثمان بن عفان» (?).

وعند ما تأملت الكتابين المذكورين، وجدت أنهما بلغا في الإيجاز والاختصار الشديد منتهاه، ولم يدنوا من «التنزيل»، ولا تصح مقارنتهما به بحال من الأحوال.

وإذا انتقلنا إلى ما بعد عصر أبي داود نجد أبا إسحاق إبراهيم بن وثيق الأندلسي المتوفى 654 هـ يؤلف رسالة في هجاء المصاحف، تقع في نحو 37 ورقة إلى 50 ورقة، اسمها: «الجامع لما يحتاج إليه من رسم المصاحف» (?)، والمتأمل فيها يجد أن مؤلفها حذا فيها حذو أبي داود في «التنزيل»، وأثر «التنزيل» فيها والاستفادة منه واضحان جدا، إلا أنها تمتاز بالإيجاز والاختصار.

وحينئذ سيبقى كتاب «مختصر التبيين لهجاء التنزيل» متميزا على غيره في طريقته، وفي شموله وفي منهجه وفي قيمته العلمية، والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015