الرد على منكري رؤية الله في القيامة وفي الجنة
ج- الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الخوارج والأمامية وقولهم باطل مردود بالكتاب والسنة واستدلالهم في قوله تعالى (لن تراني) وقوله (لا تدركه الأبصار) ويرد عليهم
أولاً: بما تقدم من أدلة أهل السنة والجماعة على ثبوتها.
ثانياً: الآيتان دليل عليهم، أما الآية الأولى فلاستدلال منها على ثبوت الرؤية من وجوه أحدها أنه لا يُظن بكليم الله موسى وأعلم الناس في وقته أن يسأل ما لا يجوز عليه بل هو عندهم من أعظم المحال.
الثاني: أنه لم ينكر عليه سؤاله ولما سأل نوح ربه نجاة ابنه أنكر سؤاله.
الثالث: أن الله قال (لن تراني) ولم يقل إني لا أرى أو لا يجوز رؤيتي أو لست بمرئي والفرق بين الجوابين ظاهر.
الوجه الرابع: وهو قوله: (ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني) فأعلمه أن الجبل مع قوته وصلابته لا يلبث للتجلي في هذه الدار فكيف بالبشر الذي خلق من ضعف.
الخامس: أنه سبحانه قادر على أن يجعل الجبل مستقراً وذلك ممكن وقد علق به الرؤية، ولو كان محالاً لكان نظير أن يقول: إن استقر الجبل فسوف آكل وأشرب وأنام، والكل عندهم سواء.
السادس: قوله (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً) فإذا جاز أن يتجلى للجبل الذي هو جماد لا ثواب له ولا عقاب فكيف يمتنع أن يتجلى لرسوله وأوليائه