اللائعة، وهي تختلف باختلاف متعلقاتها ومصحوبها فكون نفس الإنسان معه لون وكون علمه وقدرته وقوته معه لون وكون زوجته معه لون وكون أميره ورئيسه معه لون وكون ماله معه لون، فالمعية ثابتة في هذا كله مع تنوعها واختلافها فيصح أن يقال: زوجته معه وبينهما شقة بعيدة. وكذا يقال مع فلان دار كذا وضيعته كذا فتأمل نصوص المعية كقوله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار) (واركعوا مع الراكعين) (لن تخرجوا معي أبداً) (ينادونهم ألم نكن معكم) (وكونوا مع الصادقين) (وما آمن معه إلا قليل) (فأنجيناه والذين معه) (فلما جاوزه هو والذين معه) (فاكتبنا مع الشاهدين) (ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين) وأضعاف ذلك.

هل يقتضي موضع واحد منها مخالطة في الذوات التصاقاً وامتزاجاً فكيف تكون حقيقة المعية في حق الرب تعالى ذلك حتى يدعى أنها مجاز لا حقيقة. فليس في ذلك ما يدل على أن ذاته تعالى فيهم ولا متلاصقة لهم ولا مخالطة ولا مجاورة بوجه من الوجوه وغاية ما تدل عليه مع المصاحبة والموافقة والمقارنة في أمر من الأمور وذلك الاقتران في كل موضع بحسبه يلزمه لزوم بحسب متعلقة. فإذا قيل: الله مع خلقه بطريق العموم، كان من لوازم ذلك علمه بهم وتدبيره لهم. وإذا كان ذلك خاصاً كقوله (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) كان من لوازم ذلك معيته لهم بالنصرة والتأييد والمعونة. من مختصر الصواعق ج2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015