المأخذ الثالث: ضعف الولاء والبراء عندها، وهذا يظهر جداً وجلياً عندما تسير مع المتبرجة، فهذا ليس من كما الإيمان كما قال ابن عباس: كمال الإيمان بالموالاة لله، والمعاداة لله، والإعطاء لله، والمنع لله.
فالموالاة لله: أن توالي أولياء الله جل في علاه، وأن تعادي أعداءه، فالمرأة المتبرجة ملعونة بقول النبي صلى الله عليه وسلم عنهن: (العنوهن فإنهن ملعونات).
فعلى المرأة المنتقبة أن تتبرأ من فعل المرأة المتبرجة، وهذه ظاهرة أحببت أن ألمح لها؛ لأنها ظاهرة منتشرة جداً في طرقاتنا الآن، فكثير من النساء المنتقبات لا يذهبن إلا مع المتبرجات، والحجة عندهن أن تقول إحداهن: أنا أتألف قلبها حتى أدعوها لأن تنتقب أو ترتدي الحجاب أو الزي الشرعي، فنحن نقول: حتى لو كان هذا الكلام صحيحاً، فالمأخذ عليك أيها المنتقبة أنك لو سرت في الطرقات مع هذه المتبرجة وتجرأ سفيه أو بعض الرعاع عليها فإنه سيتجرأ عليك تبعاً للتجرؤ عليها، ولو سرت وحدك مع أخت مثلك ما تجرأ عليك أحد، لكن تجرؤه على المتبرجة جره أن يتجرأ على الأخت المنتقبة.
فهذه مخالفة أيضاً تقع فيها النساء وهي: عدم إنكار المنكر أو الرضا به بالفعل لا بالقول.
والأمر الآخر: أن هذا يدل على ضعف الإيمان؛ لأن الإنسان المؤمن هو الذي يحب ما أحبه الله، ويبغض ما كرهه الله جل في علاه، وهذا مناط الإيمان، وقد بينه الله جلياً في سورة الحجرات، فولي الله يحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله جل في علاه، فإذا وضع نفسه في مكان يكرهه الله جل في علاه فهذا ليس بمحب لله جل وعلا، وسورة محمد تعطينا دليلاً على هذه القاعدة كما قال الله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} [محمد:28]، فهذه آية ظاهرة جداً أنهم اتبعوا ما أسخط الله، والله يسخط التبرج ويغضب على المتبرجات، ولذلك أوحى إلى نبيه أن يقول: (العنوهن فإنهن ملعونات).
فمن سارت مع المتبرجة فكأنها أحبت ما هي عليه، فأحبت ما أسخط الله جل في علاه، وهذا فيه دلالة على ضعف إيمانها.
فهذه المخالفة أحببت أن أنبه النساء إليها؛ لكيلا يقترفنها.