-كان قائد هذا الجيش كما قلنا مالك بن عوف فأمرهم أن يسوقوا معهم إلى الحرب كل شيء: المواشي والأموال والنساء والأبناء كي يثبتوا ولا ينهزموا إلا أنهم اشترطوا عليه أن يأخذ براي دريد بن الصمة لأنه شجاع وخبير بالحروب، فلما نزلوا بأوطاس قال دريد: مالي أسمع رغذء البعير ونهاق الحمير وبكاء الصغار ويعار الشاء وخوار البقر! فقيل له إن مالك بن عوف ساقهم إلى القتال، فاستدعاه فلما جاء سأله فقال أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله يقاتل عنهم، فلم ير رأيه واشار عليه برد الذرية والأموال فلم يقبل ورماه بضعف الرأي لكبر سنه. ثم أمر مالك بالخيل فجعلت صفوفا ثم جعل النساء فوق الإبل وراء المقاتلة صفوفاً ثم جعل الإبل والبقر والغنم وراء ذلك كيلا يفروا ويقاتلوا عن مالهم ونسائهم وذراريهم. ثم قال للناس إذا رأيتموني شددت عليهم شدوا عليهم شدة رجل واحد.
وكان جملة من اجتمع من بني سعد وثقيف 4000 وانضم إليهم من سائر العرب جموع كثيرة وكان مجموعهم كلهم نحو 30.000 مقاتل وقيل 20.000 وكانت هوازن رماة.
قوة الجيش المسلمين واستعدادهم