وقد قدم الباحث الألمانى تيودور نولدكه Theodor Noldeke فى كتابه تاريخ القران (نشر لأول مرة سنة 1860) معيارا اخر اضافيا.

لقد وجد نولدكة أننا اذا درسنا الايات الطوال وقارناها بالروايات التقليدية عن أسباب النزول، وجدنا أن السور المجمع على نزولها أولا تحوى ايات قصارا، والسور المجمع على نزولها اخرا تحوى ايات طوالا- غالبا. وعلى هذا، فان نولدكه قدم فرضا علميا مؤداه أننا نستطيع أن نحدد ما اذا كان النص القرانى الذى بين أيدينا نزل فى المرحلة الأولى أو المرحلة المتأخرة، بناء على طول الايات أو قصرها. وبناء على هذا المعيار، رتب نولدكه سور القران (الكريم) فى أربع فترات زمنية، ثلاث مراحل مكية ومرحلة مدنية، وقد قبل الباحثون الغربيون هذا التقسيم الذى قدمه نولدكه- بشكل عام، واعتبروه دليلا لدراساتهم.

وبعد نولدكه، تقدم رتشارد بل Richard رضي الله عنهell بخطوة أخرى فى ترجمته للقران الكريم ودراساته الملحقة بترجمته، والمنشورة سنة 1937- 1939 (?) . فالروايات الاسلامية- دائما- توافق على أن معظم السور تحوى ايات نزلت فى فترات مختلفة، وقد حاول بل رضي الله عنهell فى ترجمته الانف ذكرها أن يقسم كل سورة الى مكوناتها الأصلية، كما حاول أن يضع تاريخا لبعض الايات المنفصلة (أى أنه لم يضع تواريخ متوالية لنزول الايات) . ومهما يكن الرأى النهائى فى تفاصيل هذا العمل، فالذى لا شك فيه هو أن هذا العمل يعد نقطة البد، لاية دراسة أخرى عن تسلسل نزول dating القران (الكريم) ، ولقد قبل بل رضي الله عنهell المعيار الذى وضعه نولدكه كمعيار مضبوط (معيار طول الايات أو قصرها) وان كان من رأيه أن هذا المعيار فى حاجة الى بعض التعديل ليتناسب مع ايات بعينها بالنظر لمحتواها (المعانى الواردة بها) . ويبدو أن هذا العمل كان صحيحا خاصة فيما يتعلق بالحقبة المدنية، لكن كثيرا من النتائج التى خلص بها بل رضي الله عنهell من مباحثه تلك ليست جميعا مؤكدة طالما أن اختلاف وجهات النظر مسألة قائمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015