صلح وخيانة:
قال ابن بشر: "فوقع الصلح بينهم وانعقد بين طوسون وعبد الله على وضع الحرب بين الفئتين، وأن الترك يرفعون أيديهم عن نجد وأعمالها، وأن السابلة تمشي آمنة بين الفريقين من بلد الترك والشام ومصر وجميع ممالكهم إلى نجد والشرق وجميع ممالك عبد الله. وكل منهما يحج آمنا. وكتبوا بذلك سجلا ورحل الترك من الرس أول شعبان متوجهين إلى المدينة، وبعث عبد الله معهم بكتاب الصلح عبد الله بن محمد بن بنيان صاحب الدرعية، والقاضي عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم ليعرضوه على محمد علي صاحب مصر، فوصلوا مصر ورجعوا منه وانتظم الصلح" 1.
ويضيف إليه بلنت: "ويقال إنه بموجب هذه الوثيقة كان عبد الله قد اعترف بتبعية السلطان في قسطنطينية، وكان وعد بالحضور إلى الآستانة في موعد قريب2. وفي مقابل ذلك كان طوسون قد وعد بالانتقال من البلاد النجدية، وترك الحرية التامة للحجاج النجديين 3.
والحقيقة أن عبد الله كان في مركز القوة في هذا الوقت، وكانت الإمدادات تصل إليه من جميع المدن الجنوبية، فلو نظر إلى أهمية الموقف وأراد لانتهز فرصة ضعف المصريين واستأصل شأفتهم من الجزيرة، ولكنه ضيع هذه الفرصة الثمينة بمهادنتهم، ورجع