على المدينة من قبل، فنهب جميع الخزائن الموجودة في الحجرة الشريفة ووزعها بين أصحابه قبل أن يسلم البلد إلى سعود، وبعد مدة يسيرة من الفتح لما دخل سعود المدينة وفتح الحجرة فأخذ ما كان هناك من البقايا 1.
الحجة الثالثة لسعود:
لقد سبق أن ذكر أن الأمير سعود قد حج مرتين، والآن بعد أن فتحت مكة قد وجد فرصة لزيارة بيت الله كما وجد مجالا لإتمام مساعيه في الدعوة، فخرج بإرادة الحج للمرة الثالثة في 12 ذي القعدة سنة 1221 هـ (يناير سنة 1807 م) من الدرعية، ووزع من الصدقات والعطايا الشيء الكثير بعدما وصل مكة المكرمة، ثم توجه إلى المدينة المنورة في آخر ذي الحجة، وبعدما نظم هناك الأمور الإدارية رجع.
وذكر أحمد زيني دحلان أنه أخرج الذهب والجواهر من الحجرة الشريفة2 إلا أن ابن بشر سكت عن هذا، ونرى المؤرخين الأوربيين أمثال بلنت وغيره3 يرددون هذا الخبر ولكننا لا نستطيع أن نجزم به لأجل سكوت ابن بشر، فلو أن سعودا تصرف بأموال الحجرة النبوية كما صنع في النجف أو وزعها بين عساكره لذكره ابن بشر؛ لأنهم لا يعتبرون هذا أمرا مذموما، وقد سبق أن سمعنا كثيرا من مثل هذه الوقائع في النجف وكربلاء بلسان ابن بشر نفسه.
نعم الجبرتي ذكر أن عبد الله بن سعود أخذ الأموال من الحجرة الشريفة، ثم رجعها4 فيحتمل أن تكون القصة صحيحة وأعرض عنها ابن بشر 5.
ومن الأمور المهمة التي حدثت في هذا السفر أن الركب الشامي اضطر إلى القفول لأجل عدم إيفائه بالشروط، وكان قد اشترط عليهم أن لا يدخلوا بالملاهي والأغاني6.