الشيخ الموقرة المبشرة فأحجم، ولكنه لم يستطع أن يصبر فأرسل إلى الشيخ مرة أخرى قائلا:

"إن سليمان أمرنا بقتلك، ولا نقدر على غضبه ولا مخالفة أمره؛ لأنه لا طاقة لنا بحربه، وليس من الشيم والمروءة أن نقتلك في بلادنا، فشأنك ونفسك وخل بلادنا1.

أرسل إليه هذه الرسالة وأخرجه من العيينة مع جندي يسمى فريدا الظفيري، وقصة هذا النفي محزنة مليئة بالعبر. حر صحراء العرب والشيخ يمشي أمامه راجلا ليس في يده إلا مروحة، ووراءه فريد راكبا على الفرس، وحسبما يروي ابن بشر كان ابن معمر أوعز إليه أن يقتله.

الشيخ يمشي ويردد قول الله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} ولم يخاطب الجندي طول الطريق، ولما بسط يده ليقتله أمسكته قوة غيبية كما حدث هو بنفسه، وغلب عليه الفزع والهلع، وفر راجعا على أعقابه إلى العيينة. لقد أدهشته قوة الصدق ورأى حياته في خطر فعلا2.

في الدرعية سنة 58- 1157 هـ

توجه الشيخ إلى الدرعية بعد ما جاوز حدود ابن معمر، ووصل هناك وقت العصر، فنزل أولا في بيت عبد الله بن عبد الرحمن بن سويلم العريني، ثم انتقل إلى بيت أحد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015