فرّحب بالأمر، وجهّز الوالي جيشاً عرمرماً بقيادة ابنه "طوسون"، ثم ابنه إبراهيم سنة 1226 هجرية1، وحارب النجديين، وانكسر الجيش التركي عدة مرات، ولكنه أخيراً تم له النصر على السعوديين سنة 1233هـ.
وقامت أشراف الحجاز بدورهم السياسي قبل الترك، وحاربوا السعوديين والدعوة السلفية.
ولكنهم باءوا بالفشل الذريع واندحروا، وتَمَّ للسعوديين فتح مكة كما سبق، كما حاربوا السعوديين قبل استيلائهم على مكة المكرمة، وبعد خروجهم منها؛ بنشر الدعايات الكاذبة، والافتراءات الصريحة، وإيعازهم إلى بعض علمائهم بتأليف كتب ضد دعوة الشيخ وأتباعه.
فألّف مأجورو الترك والأشراف كتباً، شحنوها بالأكاذيب والترهات، وحشوها بالأحاديث الموضوعة والضعيفة، والحكايات السمجة ضد الدعوة السلفية، وزعموا أن الشيخ مبتدع خارجي.
حتى إن "زيني دحلان" نزّل الأحاديث الواردة في الخوارج على الشيخ وأتباعه، في كتابه "الدرر السنية"، وفي "الفتوحات الإسلامية".
فعلوا كل ذلك تنفيراً للناس، كيلا يتّبعوا الشيخ الجليل، ويعتنقوا مبدأه الصحيح.
ومن دعايات الأتراك والأشراف المنفّرة للناس: نبزهم لأتباع الشيخ بالوهابية2، وجعلهم هذا اللهب على هذه الفرقة السلفية كعنوان لخروج هذه الفرقة عن المذاهب، وعدم محبة النبي والصالحين، وكذبوا والله في ذلك.