وعن خيرة بنت دجاجة1 قالت: حدّثتنا عائشة - رضي الله عنها - قالت: "إني أسير بين مكّة والمدينة في ليلة، في سحر ليلة مقمرة، إذا أنا بهاتف يهتف ويقول:

ليبك على الإسلام من كان باكياً ... فقد حدثوا2 هلكى وما قدم العهد

وقد ولت الدنيا وأدبر خيرها ... وقد مَلَّها من كان يوقن بالوعدِ

فقلت: انظروا من هذا؟ فنظروا فلم يروا أحداً، فوالله ما أتت على ذلك إلا أيام حتى قتل عمر رضي الله عنه"3.

وعنها - رضي الله عنها - قال: "إنا لوقوف عند عمر رضي الله عنه بالمحصّب إذ أقبل راكب حتى إذا كان قدر ما يُسمعنا صوته، هتف ثم قال:

أبعد قتيل بالمدينة أشرقت4 ... له الأرض واهتز العِضاهَ5 بأسؤقِ

جزى الله خيراً من إمام وباركت ... يدُ الله في ذاك الأديم الممزقِ

قضيت أموراً ثم غادرتَ بعدها ... بوائج في أكمامها لم تُفتق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015