حفصة - رضي الله عنها - فقالت: "يا أمير المؤمنين، ما جاء بك في هذه الساعة؟ "، فقال: أيّ بينة كم تحتاج المرأة إلى زوجها؟ "، قالت: "في ستة أشهر"، فكان لا يغزي جيشاً له أكثر من ستة أشهر"1.

وذكر هذه الحكاية ابن القيم2 وغيره: وهي أنه بينا هو يعس ذات ليلة سمع امرأة تقول: / [47 / أ] 3.

تطاول هذا الليل واخضل جانبه ... وأرقني أن لا خليل ألاعبه

فوالله لولا الله لا شيء غيره ... لحرّك من هذا السرير جوانبه

مخافة ربي والحياء يكفني ... وأكرم بعلي أن تنال مراكبه

فقال: "أواه، وقال: لولا أنها افتتحت الكلام بالخوف وختمته4 بالخوف لأوجعتها ضرباً"، ثم دق عليها الباب، فقالت: "من يدق امرأة مغيبة؟ "، فقال: "افتحي"، فقالت: "أما والله لو علم بك أمير المؤمنين لأوجعك ضرباً"، فقال: "افتحي، أنا أمير المؤمنين"، قالت: "كذبت"، فرفع لها صوته، فلما عرفته فتحت له فقال: "لمن تذكرين؟ "، قالت: "زوجي وجهه أمير المؤمنين في غزاة كذا وكذا"، فذهب فدخل على حفصة فقال: "أي بنيه كم صبر المرأة عن زوجها؟ "، قالت: "تصبر الشهر، والشهرين والثلاثة5 في أربعة ينفذ الصبر".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015