قال أبو بكر بن العربي (?) .
(حرمة النبي صلى الله عليه وسلم ميتا كحرمته حيا، وكلامه المأثور بعد موته في الرفعة مثل كلامه المسموع من لفظه، فإذا قرئ كلامه وجب على كل حاضر أن لا يرفع صوته عليه، ولا يعرض عنه، كما كان يلزمه ذلك في مجلسه عند تلفظه به، وقد نبه الله تعالى على دوام الحرمة المذكورة على مرور الأزمنة في قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} [الأعراف: 204] (?) . وكلام النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي، وله من الحرمة مثل ما للقرآن إلا معاني مستثناه (?) بيانها في كتب الفقه والله أعلم) (?) .
ومن الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم عدم جعل دعائه كدعاء الناس بعضهم بعضا، كما قال تعالى: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} [النور: 63] (?) وللمفسرين في معنى هذه الآية قولان:
- أحدهما: معناه أن لا تجعلوا دعاءكم ونداءكم للرسول صلى الله عليه وسلم كما ينادي بعضكم بعضا باسمه المجرد فنهاهم الله أن ينادوا رسوله صلى الله عليه وسلم بيا محمد. بل الأدب معه صلى الله عليه وسلم أن ينادوه: بيا رسول الله، ويا نبي الله، مع خفض الصوت احتراما