(ب) «من حج فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي» (?) وهذا حديث منكر المتن ساقط الإسناد. ومما يدل على ضعفه ونكارته أن من زار قبره صلى الله عليه وسلم بعد موته ليس كمن زاره في حياته فإن من زاره في حياته وكان مؤمنا كان من أصحابه المشهود لهم بالدرجة العالية في هذه الأمة، وأما من بعدهم فلن يبلغ رتبتهم ولو شاركهم في فعل الواجبات، فكيف يستوي معهم بفعل ما ليس واجبا كزيارة القبر النبوي مثلا (?) (ج) «من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني» ، وهذا حديث موضوع (?) ومما يدل على وضعه أن جفاء النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر إن لم يكن كفرا، وهذا الحديث يدل على أن زيارة قبره صلى الله عليه وسلم واجبة، مع أن الزيارة المشروعة لا تتجاوز عند العلماء حدود المستحبات. فكيف يكون تاركها مجافيا للنبي صلى الله عليه وسلم ومعرضا عنه (?) .
فاعتقاد وجوب زيارة قبره صلى الله عليه وسلم اعتقاد باطل ليس له ما يؤيده من السنة الصحيحة، ولا من أقوال أهل العلم الذين يقتدى بهم. فمن اعتقد أن الزيارة واجبة،