ويستدلون على ادعائهم رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - يقظة بالحديث الذي رواه البخاري ومسلم بسنديهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي» (?) .

قالوا فالحديث صريح في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - يقظة بعد موته في الدنيا قبل الآخرة.

قال ابن أبي جمرة (?) (اللفظ - أي لفظ الحديث - يعطي العموم، ومن يدعي الخصوص بغير مخصص منه - صلى الله عليه وسلم - فمتعسف) .

وقال السيوطي بعد أن ذكر هذا الحديث وأيده ببعض النقول عن بعض العلماء: (فحصل من مجموع هذه النقول والأحاديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حي بجسده وروحه وأنه يتصرف ويسير حيث شاء في أقطار الأرض. . . . فإذا أراد الله رفع الحجاب عمن أراد إكراما برؤيته رآه على هيئته التي هو عليها لا مانع من ذلك ولا داعي للتخصيص برؤية المثال) (?) .

وهذا الحديث لا يدل على ما ذهبوا إليه لأن الحديث يحتمل عدة معان ولذلك اختلف العلماء في معناه وحملوه على عدة محامل منها:

- أن المراد به من آمن به في حياته ولم يره - لكونه حينئذ غائبا عنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015