التعريض بثقيل أو بغيض

كان أبو هريرة إذا رأى ثقيلا قال: اللهم اغفر له وأرحنا منه. وقال ثقيل لمريض ما تشتهي؟ قال: أشتهي أن لا أراك. وقيل أن ثقيلا قال لأعمى إنّ الله لم يأخذ من عبد كريمتيه إلا عوضه عنهما شيئا فما الذي عوضك؟ قال: أن لا أرى أمثالك وكان لابن سيرين خاتم منقوش عليه أبرمت فقم، فإذا استثقل إنسانا دفعه إليه. وقيل من ثقل عليك بنفسه وغمك بسؤاله فوّله أذنا صمّاء وعينا عمياء.

(3) وممّا جاء في الزيارة

وصف الزيارة بأنها تغرس المحبة

في كتب الهند ثلاثة تزيد في الأنس: الزيارة والمؤاكلة والمحادثة.

ما قيل في استزارة المحبوب

قال بشّار:

يا رحمة الله حلّي في منازلنا ... وجاورينا فدتك النفس من جار

وقال آخر:

واسقط علينا كسقوط النّدى ... ليلة لا ناه ولا آمر

وقال بشّار:

قد زرتنا مرّة في الدّهر واحدة ... ثنّي ولا تجعليها بيضة الديك «1»

وقال بعضهم: إذا رأيت أن تحدّد لي ميعادا لزيارتك أتقوّته إلى وقت زيارتك فعلت.

وكتب ابن المعتز إلى صديق له: طالت علتك أو تعاللك، وقد اشتد شوقنا إليك فعافاك الله من المرض في بدنك أو أخائك، فإنك إن أتيت فبارّ مشكور، وإن تأخرت عنّا فجاف غير معذور.

وقال إبراهيم الصولي: لا أعرف شعرا أحسن من قول العبّاس:

تعالي نجدّد دارس الوصل بيننا ... كلانا على طول البعاد ملوم

وكتب الصاحب إلى أبي إسماعيل بجرجان:

يا أبا بشر تأخرت عنّا ... قد أسأنا لبعد عهدك ظنّا

كم تمنيت لي صديقا صدوقا ... فإذا أنت ذلك المتمنّى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015