* الحثّ على نصرة الصديق على جميع الأحوال

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما. وقيل: حافظ على الصديق ولو على الحريق.

وقيل: أفضل الكرم أن يكون الرجل عند النائبة أكرم وفاء وأمحض صفاء ولتكن معاونتك أخاك بمهجتك عند البلاء، أكثر منها عند الرخاء.

* مماراة «1» الصّديق والحثّ على تركها

قيل: مع الاختلاف طمع في الائتلاف ورب مخالفة دعت إلى محالفة ومعاسرة «2» تحمل على المعاشرة. وقيل بإحياء الملاطفة تستمال القلوب العارفة. وقيل: إستدم مودّة أخيك بترك الخلاف عليه، ما لم تكن عليك منقصة أو غضاضة. وقال يموت بن مزروع:

سمعت أبي يقول قرأت خمسين ألف بيت وما وقع لي مثل قوله:

وما أنا بالشيء الذي ليس نافعي ... ويغضب منه صاحبي بقؤول

* الأمر بالإغضاء على عيب الصديق

قيل إن جعفرا الصادق كان يقول: لا تفتّش على عيب الصديق، فتبقى بلا صديق.

وأحسن ما قيل في هذا المعنى قول بشّار:

إذا كنت في كلّ الأمور معاتبا ... صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه

فعش واحدا أو صل أخاك فإنّه ... مقارف ذنب مرة ومجانبه «3»

إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ... ظمئت وأيّ النّاس تصفو مشاربه؟ «4»

وقال آخر:

ومن لا يغمض عينه عن صديقه ... وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب

ومن يتتبع جاهدا كلّ عثرة ... يجدها ولا يسلم له الدهر صاحب

وقيل: لا يجد رفيقا من لم يزدرد ريقا. وقيل: من عاتب في كل وقت أخاه فجدير أن يملّه ويقلاه «5» . وعلى عكس ذلك قال الشافعي- رحمه الله-: ليس بأخيك من احتجت إلى مداراته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015