قال لقمان: الإخوان ثلاثة: مخالب ومحاسب ومراغب، فالمخالب الذي ينال من معروفك ولا يكافئك، والمحاسب الذي ينيلك بقدر ما يصيب منك، والمراغب الذي يرغب في مواصلتك بغير طمع.
وقال المأمون: الإخوان ثلاثة: أخ كالغذاء لا يحتاج إليه كل وقت، وأخ كالدواء يحتاج إليه أحيانا، وأخ كالداء لا يحتاج إليه أبدا.
قيل: إذا أردت مصافاة رجل فأغضبه، فإن ملك نفسه فصاحبه، وإلا فلا تصاحبه.
قال الشاعر:
لا تحمدنّ امرأ يرضيك ظاهره ... وأخبر مودّته في العتب والغضب «1»
وقيل: كان بين حاتم طيئ وبين أوس بن حارثة ألطف ما كان بين اثنين. فقال النعمان لجلسائه: لأفسدّن ما بينهما فدخل على أوس، فقال: إن حاتما يزعم أنه أفضل منك، فقال: أبيت اللعن صدق ولو كنت أنا وأهلي وولدي لحاتم لوهبنا في يوم واحد.
وخرج فدخل على حاتم، فقال له: مثل ذلك، فقال: صدق وأين أقع من أوس وله عشرة ذكور دونهم أفضل منّي؟ فقال النعمان: ما رأيت أفضل منكما.
قيل: إذا أردت أن تعرف صاحبا كيف يكون لك، فانظر كيف كان من قبلك، فإن أحمدته فاستخلصه لك وإن ذممته فتنكّبه.
قيل: اعتبر ما في قلب أخيك بعينه، فالعين عنوان القلب. وقيل: شاهد الحب والبغض اللحظ، فاستنطق العيون تعلم المكنون. قال شاعر:
تقلّب أحوال الفتى في أموره ... تبيّن عمّا تقتضيه ضمائره
وفي لحظ عينيه وفي حركاته ... دليل على ما تحتويه سرائره
قال إسحاق:
ستور الضّمائر مهتوكة ... إذا ما تلاحظت الأعين «2»