وقد أحسن الذي قال: إن الأخ الصالح خير لك من نفسك لأن النفس أمارة بالسوء والأخ لا يأمرك إلا بالخير.
قال محمود الوراق:
تكثّر من الإخوان ما استطعت إنهم ... عماد إذا استنجدتهم وظهور «1»
فما بكثير ألف خلّ وصاحب ... وإنّ عدوّا واحدا لكثير
قيل لعبد الله ابن المقفع «2» : أصديقك أحب إليك أم نسيبك؟ فقال: إنما أحب النسيب إذا كان صديقا. وقال: الأخ نسيب الجسم والصديق نسيب الروح. قال أبو فراس:
نسيبك من ناسبت بالودّ قلبه ... وجارك من صافيته لا المصاقب «3»
وقال آخر:
أخو ثقة يسير بحسن حال ... وإن لم تدنه منّي قرابه
أحبّ إليّ من ألفي قريب ... تبيت صدورهم لي مسترابه «4»
قال بعضهم: الصديق الموافق خير من الشقيق المنافق.
قال بشّار «5» :
يخونك ذو القربى مرارا وربّما ... وفى لك عند الجهل من لا تقاربه «6»
وفي المثل: ربّ أخ لك لم تلده أمّك.