ولعابدة المهلبية:

لا تسألنّ المرء ذات يديه ... فيحقّرنّك من رغبت إليه

المرء ما لم ترزه لك مكرم ... فإذا رزأت المرء هنت عليه «1»

وقال آخر:

استغن ما استطعت عن أخيك ولو ... أعشب كلّ البلاد عن مطره «2»

وقيل: إياك والمسألة فإنها آخر كسب المرء.

قال أحدهم:

وذقت مرارة الأشياء جميعا ... فما طعم أمرّ من السؤال

وقال آخر:

ذلّ السؤال وثقل الشّكر ما اجتمعا ... إلا أضرّا بماء الوجه والبدن

وقال المخزومي:

ما أبعد المكرمات عن رجل ... على نوال الرّجال يتّكل

وقال آخر:

إن السّؤال يريد وجه حديد

ومما يدخل في هذا الباب قول النبي صلّى الله عليه وسلم: ما أتاك من هذا المال وأنت غير مشرف عليه ولا سائل فخذه ومالا فلا تتبعه نفسك.

النّهي عن سؤال من تعوده

. قال شاعر:

فإن كنت لا بدّ مستطعما ... فمن غير من كان يستطعم «3»

وقال آخر:

ولا تطلبنّ المال ممّن أفاده ... حديثا ومن لم يورث المال وارثه «4»

وقيل: إدخالك اليد في فم التنين أسهل من سؤال دنيء تعوّد المسألة.

ولعابدة المهلبية:

إذا ما طلبت نوال الفتى ... وقد نالك الدهر من شدّه

فلا تسألنّ فتى كالحا ... أصاب الرياسة من كدّه «5»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015