قال ابن الرومي:
فإن تقل إنّني رويت فكالد ... فتر جهلا بكلّ ما أعتقده
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ارحموا عزيز قوم ذلّ، وغنيا افتقر، وعالما بين جهال. وقيل: إن أردت أن تعذّب عالما فاقرن به جاهلا.
وقيل: إن ثمامة بن أشرس لما غضب عليه الرشيد سلّمه إلى خادم يقال له ياسر، وكان الخادم يتفقّده ويحسن إليه حتى سمعه ثمامة يوما يقرأ: ويل يومئذ للمكذبين «1» (بفتح الذال) فقال ثمامة: ويحك المكذّبين هم الأنبياء، اقرأ المكذّبين (بكسر الذال) . قد قيل لي إنك زنديق ولم أصدق. أتشتم الأنبياء؟ ثم هجره وتركه فلم يتفقّده فلما رضي عنه الرشيد وردّه إلى مجلسه، سأله يوما ما أشدّ الأشياء؟ فقال: عالم يجري عليه حكم جاهل.
فظنّ الرشيد أنه تعريض به حتى عرّفه خبر الخادم.
قال رجل لعبيد الله بن عبد الله بن طاهر الناس أعداء ما جهلوا، فقال: هذا في كتاب الله، بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتهم تأويله.
قيل: هلاك العلماء بحسدهم. وقيل: الحسد والملق «2» مذمومان في كل شيء إلا في العلم.
قال ابن عباس: لا تقبلوا قول العلماء بعضهم على بعض فإنهم يتغايرون تغاير التيس في الزريبة.
وقال الأشجّ: أني لأغار على الحديث كما يغار على الجارية الحسناء.
قال أبو تمّام:
وما أنا بالغيران من دون جارتي ... إذا أنا لم أصبح غيورا على العلم
قال النبي صلى الله عليه وسلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم.