فنحن من قبح ما نشاهده ... من معشر في قلوبهم مرض

وقال عبدان:

لقوله نحن قسمنا ... بينهم زال المرا «1»

ولو تولّى غيره ... قسمة أرزاق الورى

جرت حظوظ بيننا ... لكنّنا تحت العرا

وقيل: إذا رأيت الجاهل مرزوقا والعاقل منحوسا فاعلم أن بين السماء والأرض أكرادا يقطعون الطرق. وقيل لمدني شكا الفقر: احمد الله فإنه رزقك الإسلام والعافية، فقال: أجل لكن جعل بينهما جوعا تقلقل منه الأحشاء. قال شاعر:

يا حجة الله في الأرزاق والقسم ... ومحنة لذوي الأخطار والهمم

تراك أصبحت في نعماء سابغة ... إلا وربّك غضبان على النعم «2»

وقال آخر:

عجبا للناس في أرزاقهم ... ذاك عطشان وهذا قد غرق

سؤال الله تعالى الغني بغلظة مقال

قال الأصمعي: رأيت بالموقف أعرابيا قد رفع يده إلى السماء، وهو يقول:

أما تستحي يا خالق الخلق كلّهم ... أناجيك عريانا وأنت كريم

أترزق أولاد اللئام كما ترى ... وتترك شيخا من سراة تميم

فقلت له: ما هذه المناجاة؟ فقال: إليك عني فإني أعرف من أناجيه، إن الكريم إذا هز اهتز. فرأيته بعد أيام عليه ثياب حسنة، فقال لي: ألست ترى الكريم كيف أعتب.

ودعا أعرابي، فقال: يا رب إن كنت تدع رزقي لهواني عليك فنمرود كان أهون منّي، وإن كنت تدعه لكرامتي عليك فسليمان بن داود كان أكرم مني، فقيل له: أخذت الحبل بطرفيه.

(7) وممّا جاء في الزهد ومدح الفقر وذم الغنى

حقيقة الزهد والحرص واليقين

قال النبي صلّى الله عليه وسلم: ليس الزهادة في الدنيا تحريم الحلال ولكن أن تكون بما في يد الله أوثق ممّا في يدك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015