الكلاب «1» ، فقال: إن وهن الكبر قد فشا في بدني وليس معي من حدة الذهن ما ابتدىء به الرأي، ولكن اجتمعوا وقولوا فإني إذا مرّ بي الصواب عرفته.
قال الله تعالى: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ
«2» ، وقال: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ
«3» وقال الإمام أبو حنيفة: إن لم يكن العلماء أولياء الله في الأرض فليس لله فيها ولي.
قال الأحنف «4» : كلّ عز لم يؤيد بعلم فإلى ذلّ يصير. وقيل: العلم يوطىء الفقراء بسط الملوك.
قيل: من نهض به أدبه، لم يقعد به حسبه «5» ، وقيل: شرف الحسب يحتاج إلى شرف الأدب، وشرف الأدب مستغن عن شرف الحسب.
وقال الأحنف: من لم يكن له علم ولا أدب لم يكن له حسب ولا نسب.
وقال الشاعر:
كن ابن من شئت واكتسب أدبا ... يغنيك محموده عن النسب
وقال آخر:
ما ضرّ من حاز التأدّب والنّهى ... أن لا يكون من آل عبد مناف «6»
قيل: لما وقعت الفتنة بالبصرة ورضوا بالحسن اجتمعوا عليه، وبعثوا إليه. فلما أقبل قاموا، فقال يزيد بن المهلّب: كاد العلماء يكونون أربابا، أما ترون هذا المولى كيف قام له سادات العرب.