قال مقاتل: صديق موافق خير من ولد مخالف، ألم تسمع قول الله تعالى: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ
. وقيل: القرابة تحتاج إلى المودة والمودّة تستغني عن القرابة:
ربّ بعيد كأخ ناصح ... وابن أب منهم الغيب
وقال الزبيري:
لمغترب يسرّ بحسن حالي ... وإن لم تدنه منّي قرابه
أحبّ إليّ من ألفي قريب ... تبات صدورهم بي مسترابه «1»
وقال بشار:
ربّما سرّك البعيد وأصلا ... ك القريب النسيب نارا وعارا «2»
وقال يزيد بن الحكم:
ولقد يكون لك الغريب ... أخا ويقطعك القريب
قال الحارث بن ظلامة:
سفهنا باتّباع بني بغيض ... وترك الأقربين لنا انتسابا
سفاهة قارص لما تروّى ... هراق الماء واتّبع السرابا
قال ابن الأحوص:
من النّاس من يغشى الأباعد نفعه ... ويشقى به حتّى الممات أقاربه «3»
وقال آخر:
وما خير من لا ينفع الأهل عيشه ... وإن مات لم تجزع عليه أقاربه
وقال آخر:
فتى هو لابن العمّ كالذئب إن رأى ... لصاحبه يوما دما فهو آكله
ذمّ أعرابي رجلا، فقال: هو أقل الناس ذنوبا إلى أعدائه وأكثرهم تجرؤا على أصدقائه