روي أن حاتما كان بأرض عنزة فناداه أسير يا أبا سفانة أكلني الأسار والقمل، فقال:
ويلك ما أنا في بلاد قومي وما معي شيء، وقد أسأت إذ نوّهت باسمي. فاشتراه وقال:
خلوا سبيله واجعلوني في القيد مكانه حتى أؤدي فداءه فجعل مكانه وبعث إلى قومه فاتوه بالفداء. وفي المثل: ربّ أخ لك لم تلده أمك.
قيل: لا تسأل الصارخ واسأل ما له بعض بني العنبر:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم ... في النّائبات على ما قال برهانا «1»
قال السري:
ملك إصاخته لأوّل صارخ ... وسجال أنعمه لأوّل طالب
قال عمرو بن مخادة:
دعوت إلى ما نابني فأجابني ... كريم من الفتيان غير مزلج «2»
قال المتنبّي:
سبقت إليهم مناياهم ... ومنفعة الغوث قبل العطب
قال الصنوبري «3» :
يا خير مستصرخ لنائبة ... يضيق بالعالمين قطراها
قال زهير:
وجار سار معتمدا علينا ... أجاءته المخافة والرجاء
ضمنّا ما له فغدا سليما ... علينا نقصه وله النّماء
قال شبيب بن البرصاء:
وجاراتنا ما دمن فينا عزيزة ... كأروى ثبير لا يحلّ اصطيادها «4»
يكون علينا نقصها وضمانها ... وللجار إن كانت تريد ازديادها