الشاعر:
لو أشرب السلوان ما سليت ... ما بي غنى عنك وما غنيت
وكانوا إذا عضّ أحدا كلب كلب، يسقونه دم كريم، ويقولون إن ذلك يبرئه.
ويزعمون أن من لا يطلب بثاره «1» ، يخرج من قبره هامة، فتقول: اسقوني إلى أن يدرك ثاره.
وقالوا: إن من مات فحفر له قومه حفيرة فأقاموا فيها بعيرا لا يعلفونه ولا يسقونه، حتّى يموت، يكون ذلك مركبا له إلى عرصات «2» القيامة، ولا احتاج أن يحضر راجلا حافيا. وكان ذلك البعير يسمى بليّة، قال الشاعر:
احمل أباك على بعير صالح ... يوم القيامة إنّ ذلك أصوب
لا تتركنّ أباك يسعى خلفهم ... تعبا يخرّ على يديه وينكب
تزعم العامّة أن الفأرة كانت يهودية طحانة، تسرق الدقيق، فمسخها الله تعالى فأرة.
وسهيل كان عشارا فمسخه الله كوكبا. والوزغة «3» كانت تنفخ نار إبراهيم عليه السلام فلعنها الله. والخنزير تولّد من عطسة الفيل. والهرّ تولّد من عطسة الأسد.
وإذا كسفت الشمس يقولون يا ربّ خلّصها وإذا أراد أحدهم أن يبوّل بالليل بصق أولا وإذا طنّت ذبابة كبيرة، قالوا: بشّرك الله بخير. وإذا أصلح بزره عضّ خرقة أو خشبة يقول حتى لا يكذب عليّ وإذا دخل الذباب ثياب أحدهم يزعمون أنه يمرض، وإذا احتكّ طرف أنفه يقولون يأكل اللحم وإذا احتكّ وسطه يقولون يأكل السمك.
ويقولون اختلاج العين يدل على رؤية من لم يره منذ حين، وأسفله يدل على البكاء وهذا باب كبير وكثير منه يجىء مفصلا في أبواب مختلفة.