3- وكان بشّار يعطي أبا الشمقمق في كل سنة مائتي درهم فأتاه سنة فقال: هات جزيتك. فقال: أي جزية هي قال: هو ما تسمع. فقال بشار له: لأهجونّك، فقال أبو الشمقمق:
إني إذا ما شاعر هجانيه ... ولحّ في القول له لسانيه
بشار يا بشّار فقال بشّار وأمسك وعلم أنه يكملها بقوله: يا ابن الزانية. وقال لا يسمعن هذا منك أحد ودونك الدراهم.
وروي أنه أتاه مرة فامتنع من أعطائه فقال قد سمعت الصبيان يقولون:
إن بشارا لدينا ... مثل تيس في سفينة
فرفع مصلاه عن دراهم وقال له: خذ هذه ولا تكن راوية للصبيان.
4- اجتمع ثلاثة جنب غدير يقال له بطياثا فقال أحدهم:
نلنا لذيذ العيش في بطياثا
فقال الآخر:
وقد حثثنا القدح احتثاثا
فارتج على الثالث فقال:
وأم عمرو طالق ثلاثا
فقيل له في ذلك فقال:
جلست على طريق القافية
5- ودخل الغالي على أبي عباد الوزير وهو عليل فأنشده:
حالفك الفضل والكمال ... والبذل والجاه والنّوال «1»
فقال:
حالفني السقم والسعال ... ونقرس ما إن له زوال «2»
وقال بعضهم مررت بجارية ذات جمال فأنشدتها:
ويح نفسي وكيف لي ... أن أنيك التي أرى
فقالت:
ذاك شيء يبيحه ... في الورى كلّ من يرى «3»