كتاركة بيضها بالعراء ... وملبسة بيض أخرى جناحا
والدجاجة تحضن بيض الحمام وبالعكس. وكاسر العظام يتعهد فرخ العقاب، وذلك أنها تفرخ ثلاثا فتعجز من شرهها عن تربية ما فوق الاثنين.
البوم والصدى والهامة والصونع والخفاش وغراب الليل. والبومة تدخل على كل طائر في بيته بالليل تأكل فراخه. والبعوض قد يؤذي بالنهار.
الطيور تحضن، والضبّ لا يحضن بل يغطيها بالتراب وينتظر أيام انصداعها، ثم ينبش عنها التراب.
الخلد والفأرة والنمل والنحل والضبّ لها مساكن معلومة تأويها. وأما أكثر الطيور فلا تتخذ بيتا ترجع إليه، بل ذكورها سيّارة وإناثها يقمن إلى تمام خروج الفراخ من البيض وتذهب.
وأكثر الطيور قواطع كالخطاف والزرزور والغراب والحدأة وأما السمك فكذلك. منها ما يجيء من أقصى البحار كأنه تتحمض بحلاوة الماء وعذوبته.
إختلف الناس في المسخ. فأكثر الدهريّة يجحدون ذلك، وأقروا بالخسف والطوفان.
وجعلوا الخسف كالزلزلة. وقال بعضهم: لا ينكر أن يفسد الهواء في ناحية فتتغير تربتهم فيعمل ذلك في طباعهم على الأيام، كما عمل في الزنج والصقالبة فتصير القوة من جنس أرضهم ألا ترى أن جراد البقول وديدانها خضر والقمل في رأس الشباب أسود، وفي المخضوب أحمر.
ولم ير أهل الكتاب أقروا بالمسخ غير أنهم أجمعوا على أن الله تعالى جعل امرأة لوط حجرا. وأجازا أكثر المسلمين ذلك. فقال بعض: إن الممسوخ لا يتناسل ولا يبقى إلا بقدر ما يصير موعظة وعبرة. وبعض أجاز تناسله حتى جعلوا الضبّ والكلاب من أولاد تلك الأمم.
وقالوا في الوزغ إن أباها لما نفخ في نار إبراهيم وفي نار بيت المقدس أصمّه الله تعالى وأبرصه فكل سام أبرص من ولده حتى صار في قتله أجر عظيم.
وعن عروة أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال للوزغ الفويسق والحيّة كانت صورة إبل فلما أعانت إبليس مسخت.