قيل للشعبي: أوصني فقال: قل الله، ثم ذرهم في خوضهم يلعبون. وقال أبو جعفر الجوهري: سمعت زنجيا يقول: هذا قلبي فتّشوه فإن وجدتم فيه غير واحد فانبشوه، وسئل عن قوله تعالى: وإبراهيم الذي وفّى قال: الذي رضي بإسقاط الوسائط فإنه لما جعل في المنجنيق، قال: حسبي الله ونعم الوكيل، فلما صار في الجوّ أتاه جبريل عليه السلام فقال: ألك حاجة؟ قال: أمّا إليك فلا.
وكتب الجنيد إلى علي بن سهل: سل محمد بن يوسف ما الغالب عليك؟ فقال:
والله غالب على أمره. وقيل للشبلي: أنظر في الفقه لتفتي، فقال: خاطر يحرك سرّي أحب إليّ من سبعين قضية قضاها شريح.
قال عمرو بن عثمان: من كان في خلوته عينا الله على نفسه كفاه الله هم أمره في علانيته. وقال بنان الحمال: دخلت بادية فاستوحشت فهتف بي هاتف نقضت العهد أليس حبيبك معك. وقيل: من أنس بغير الله في الخلوة فهو أبدا في وحشة.
سمع الشبلي رجلا يكثر عند ذكر الله من قوله تعالى: عزّ وجل، فقال: أحب أن تجلّه عن هذا فإنه أجل من أن يجل. وقيل للجنيد: تقول الله ولا تقول لا إله إلا الله، فقال أخاف أن يدركني الحقّ في قولي لا وهو شأن الجحود. وقال عبد الله بن سهل: إن الله يطلع على القلوب فأيّ قلب رأى فيه غيره سلّط عليه العدو.
دخل حميد الطويل على سليمان بن علي والي البصرة فقال له: عظني، فقال حميد:
لئن كنت حين عصيت ربك ظننت أنه يراك فقد اجترأت على الله ولئن كنت ظننت أنه لا يراك فقد كفرت. وقال عمرو بن عثمان: قال عيسى: يا رب من أشرف الناس قال من إذا خلا علم أني ثانيه فأجلّ قدري عن أن يشهدني معاصيه. وقال رجل للحسين بن علي: من أشرف الناس؟ قال: من اتعظ قبل أن يوعظ واستيقظ قبل أن يوقظ، فقال: أشهد أن هذا هو السعيد. وسارّ سليمان عمر بن عبد العزيز، فقال: هل يرانا من أحد فقال: نعم عين لا تحتاج إلى تحديق وترميق. ومرّ عمر رضي الله عنه بمملوك يرعى غنما فقال: أتبيعني منها شاة؟ قال ليست لي، قال: فأين العلل؟ قال فأين الله؟ فاشتراه عمر وأعتقه، فقال المملوك:
اللهم قد رزقتني العتق الأصغر فارزقني العتق الأكبر، أعوذ بك من قلب غائب عنك.
وقال السري السقطي: بتصحيح الضمائر تغتفر الكبائر. وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، أي تعرف إليه في الرخاء بالشكر وذكر الآلاء يعرفك في الشدة بالعصمة.