قال حكيم: من كان الليل والنهار مطيّته سارا به وإن لم يسر.
وقيل:
رأيت أخا الدنيا وإن كان خافضا ... أخا سفر يسعى به وهو لا يدري «1»
وقيل: أنفاس المرء خطاه إلى أجله، وأمله خادعه عن عمله. لكلّ زمن فوت وفي كل طرفة موت. وقال:
ما ارتد طرف امرئ بلحظته ... إلا وشيء يموت من جسده
وقال أعرابي: كيف تفرح بعمر تقطعه بالساعات معرضا للآفات. قال أبو العتاهية:
تظلّ تفرح بالأيام تقطعها ... وكلّ يوم مضى يدني من الأجل
وقيل لأعرابي: أنظر إلى الهلال، فقال: ما أصنع به محل دين ومقرب حين. قال عبدة:
إذا ما سلخت الشهر أهللت مثله ... كفى قاتلا سلخي الشهور وإهلالي «2»
وقال:
إلا أنّ الفتى رهن ... بذي لونين خذاع «3»
ومنه قول ابن قميئة:
رمتني صروف الدهر من حيث لا ترى ... فكيف بمن يرمي وليس برام
فلو أنّني لما رمتني رميتها ... ولكنّها ترمي بغير سهام
وقال:
فوّق الدهر إلينا نبله ... عللا يقصدنا بعد نهل «4»
فهو رامينا ولا نبصره ... مثل رام رام صيدا فختل «5»
قال بعضهم: انصرفت من مجلس حمّاد الراوية فقال أبي ما حدثكم؟ قلت: حدثنا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: لو لم يكسب ابن آدم إلا الصحة والسلامة لكفى بهما داء. فقال أبي: قاتل الله حميدا حيث قال:
أرى بصري قد رابني بعد صحّة ... وحسبك داء أن تصحّ وتسلما «6»
وقال: