وكان الأوزاعي يكره لبس السواد ويقول يلبس في المأتم وبمثله يعاقب المحرم، ولم أره على محرم ولا جليت فيه عروس، ولا كفن فيه ميت. قال أفلاطون: الصبغ الشقائقي والروائح الزعفرانية تسكن الغضب، والصبغ الياقوتي والروائح الوردية والنرجسية تحرك السرور، فإذا قرنت اللون الأحمر باللون الأصفر حركت القوّة العشقية، وإذا قرنت الأصفر بالأسود تحركت الشوقية، وإذا مزجت الحمرة بالصفرة تحركت القوة الغريزية، وإذا مزجت التفاحيّة بالخمرية تحركت الطبائع كلّها.

الحثّ على صيانة الثّوب

قيل: لكل شيء راحة وراحة الثوب طيبه وراحة البيت كنسه. وقيل: إن الثوب يقول: صنّي «1» بالليل أصنك بالنهار.

ذمّ من وسخ ثوبه

قال بعضهم:

وسخ الثّوب والعمامة والبر ... ذون والوجه والقفا والغلام

وقال بعضهم:

دنس القميص غليظه ... من غير لحمته سداه

وشعاره من شعره ... فكأنّه في مسك شاه «2»

ودخل دسته على بعض المياسير بخراسان يستميحه، وكان وسخ الثياب، فقال: لو غسلت قميصك، فقال:

أشرت بغسل كمّتنا علينا ... وقد أرعيتها أذنا سميعه

سأغسل كمّتي ويدي منكم ... وأنشر عنكم لوم الطبيعه

وذكر لأبي أيوب المتقشفة فقال: ما علمت أن القذر من الدين. ورأى أبو الفتح بن زنكلة صوفيا قذرا، فقال: ما علمت أن طريق الجنة على الكنيف «3» .

النّعل

قال عمر رضي الله عنه: ائتزروا وارتدوا وانتعلوا وتمدّدوا أي إفعلوا فعل معد.

وقيل: استجيدوا النعال فإنها خلاخيل الرجال. وألغز بعضهم فيه:

ومخزومة الأذنين ما تشتكيهما ... ومطعونة في الصّدر ما فجّرت دما

ودخل ابن سكرة الحمام فسرقت نعله، فقال:

ولست بداخل حمّام موسى ... وإن كان المنى طيبا وبشرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015