سأله القوم: أين أبوك؟ هرّ في وجوههم. وأحب صبياننا الطويل الغزلة أي جلدة الذكر السبط الغرّة العريض الورك، الأبله الغفول الذي يطيع عمّه ويعصي أمه. إن سأله القوم أين أبوك؟ قال: معكم.

الموصوف بحسن الوجه وإشراقه

فلان كأنه شهاب في ظلمة الليل ساطع وكوكب في أفق السماء لامع، قال ابن عبدل الأسدي:

وكأنّما نظروا إلى قمر ... أو حيث علّق قوسه زحل

وقال ابن العنقاء:

كأن الثريّا علّقت فوق نحره ... وفي أنفه الشعرى وفي وجهه القمر

وقال أوس بن حجر:

يجرّد في السّربال أبيض صارما ... مبينا لعين النّاظر المتوسّم «1»

وقال آخر:

تراه كالبدر جلى ليلة الظّلم

وقال ابن الرومي:

كأنه الشمس إذا وافى المنيف بها ... على البريّة لا نار على علم

الموصوف بالقبح

يقال: أقبح من القبيحة في عين ضرّتها، كما يقال: أحسن من الحسناء في عين أمها، وأقبح من زوال النعمى وفوت المنى وطلعة الردى وأسمج من واو عمرو.

قال شاعر:

ووجهك من وجه يوم الفرا ... ق في مقلتي عاشق، أقبح

لما سمع بشّار قول حمّاد عجرد فيه:

شبيه الوجه بالقرد ... إذا ما عمي القرد

بكى وقال: ألم يكفه تشبيهي بالقرد حتى جعله أعمى. هو يراني فيصفني ولست أراه فأصفه، وقال المتنبّي:

وإذا أشار محدّثا فكأنّه ... قرد يقهقه أو عجوز تلطم

وقيل: أقبح من العزالى «2» ومن زوال النعمة، ومن الحدثان ومن سنة بلا نيل. ووقع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015