الرجال أن يتزوجنّ على النساء، قال: نعم، فقالت: أعلى مثلي؟ وكشفت قناعها عن وجه كالقمر، فقال الحسن لما ولّت: ما على رجل مثل هذه في زاوية بيته ما أقبل عليه من الدنيا وما أدبر. وقيل لرجل أي النساء أشهى؟ قال: التي تخرج من عندها كارها وترجع إليها والها. وقال: إياك وكل ذكرة مذكرة شوهاء فوهاء تبطل الحق بالبكاء لا تأكل من قلّة ولا تعذر من علّة.
شاور رجل حكيما في التزوج فقال له: إيّاك والجمال.
فلن تصادف مرعى ممرّعا أبدا ... إلا وجدت به آثار مأكول
وقال: الجمال للرجال مطمع وأنشد:
لا تطلب الحسن إن الحسن آفته ... أن لا يزال طوال الدّهر مطلوبا
وما تصادف يوما لؤلؤا حسنا ... بين اللآلئ إلا كان مثقوبا
وقيل لحكيم تزوج بقبيحة: هلا تزوجت بحسناء؟ فقال: اخترت من الشر أقلّه.
قال علي بن عبيد الله: إذا أردت أن تتزوج بامرأة فانظر إلى أبيها وأخيها فإنها رابطة بطنب أحدهما، وأنشد للعجير:
إذا كنت تبغي للجهالة أيّما ... من النّاس فانظر من أبوها وخالها
فإنّهما من شكلها وهي منهما ... كما جذبت يوما بنعل مثالها
قال الربيع بن زياد: من أراد النجابة فعليه بالطوال ومن أراد اللذّة في القصار فإنهن لذيذات النكاح. وقال الحجّاج: من تزوج قصيرة فلم يجدها على الموافقة فعلى مهرها.
ويستحسن فيه ما قال ابن عجلان:
ومخملة باللحم من دون ثوبها ... تطول القصار والطوال تطولها
قيل لرجل تزوج: كيف المرأة التي تزوجتها؟ قال: نصف. قال: شرّ نصفيها حصل في يدك ثم أنشد:
لا تنكحنّ عجوزا إن أتوك بها ... واخلع ثيابك منها ممعنا هربا
فإن أتوك وقالوا إنّها نصف ... فإن أحسن نصفيها الذي ذهبا
وقال حكيم: إن خير نصفي الرجل آخرهما يذهب جهله ويثوب حلمه ويجتمع رأيه، وشر نصفي المرأة آخرهما يسوء خلقها ويحدّ لسانها ويعقم رحمها. وقال: لا تأكل