وله:
عير رأى أسد العرين فراعه ... حتّى إذا ولّى تولّى ينهق
قيل لبعضهم: ما النذالة؟ قال: الجراءة على الصديق، والنكول عن العدو ولهذا باب في غير هذا الموضع.
في المثل: هو أجبن من صفرد «1» ومن صافر. قيل: هو طائر يتعلق برجليه في شجرة خشية أن ينام فيؤخذ، وأحذر من عقعق «2» وأشرد من ظليم «3» .
قال عبد قيس بن خفاف:
وهم تركوك أسلح من حباري ... رأت صقرا وأشرد من ظليم
وأجبن من المتروف ضرطا، هو رجل كان إذا نبهته امرأته للصبوح يقول لو نبّهتني لغارة، فجاءته يوما تنبهته وقالت: الخيل فجعل يقول الخيل ويضرط حتى مات. قال الله تعالى: يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ
«4» . فهذا مبالغة في وصف الفزع.
وسأل عبد الملك محمد بن عميرة عن بعض الأمراء فقال تركته مشفقا على حياته محتاجا إلى طولها. قال آخر:
قطيع نياط القلب دامي المقاتل
قال أبو تمّام:
حيران يحسب سجف النقع من دهش ... طودا يحاذر أن ينقضّ أو جرفا «5»
أتى الحجاج برجل من أصحاب ابن الأشعث فقال له: أسألك أن تقتلني وتخلّصني.
فقال له الحجاج: لم؟ فقال: إني أرى كل ليلة في المنام أنك تقتلني وقتلة واحدة خير فضحك وخلّى سبيله. قال شاعر:
لقد خفت حتّى لو تمرّ حمامة ... لقلت عدو أو طليعة معشر
قال آخر:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ... وصوّت إنسان فكدت أطير