فبعضهم يُعرب الأسماء حسب موقعها في الجملة، وبخاصة المنصوبة.
وبعضهم كان يُلزم آخرها حالة واحدة؛ لتبقى على صورتها الأصلية قبل خضوعها لتلك العوامل.
وعلى هذه الطريقة الأخيرة سار البلاذري في «أنساب الأشراف»، وهو يقول: «قال أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري (?): قد كتبتُ الأسماء في كتابي هذا على صُورَها، ولم أُعْرِبْها في النسب؛ لئلا يظن ظانٌّ أن بعض الألفات التي في الاسم المنصوب الجاري ثابتةٌ فيه، وأنها ليست بإعراب، وكذلك رأيتُ عِدَّةً من المشايخ فعلوه في النسب».
وكذلك فعل بعض الناسخين لهذا الكتاب، ومنهم ابن كوجك، إذْ يقول: «وتركتُ إعراب الأسماء كما ترَكَها، فلا يطعن عليَّ في إسقاط الألف الثابت في الأسماء ـ إذا أُعرب ـ طاعنٌ».
ويُقصد بالجاري المعرب المصروف المنَوَّن، كأن يقول: ولدَ محمدٌ علياً وحسناً وخالداً وزيداً وجابراً.
فهو يقول: ولدَ محمدٌ: علي وحسن وخالد وزيد وجابر.
أما النصوص التاريخية الأدبية فيجري عليها الإعراب.
وقد سار على هذا كثيرٌ من المؤلفين في الأنساب، فجاء المحققون وساقوها كما يأتي، تخلُّصاً من إلزام الإعراب الذي تركه بعض المؤلفين: وولدُ محمدٍ: علي وحسن وخالد وزيد وجابر.
والظاهر أنهم لم يطَّلعوا على نص البلاذري وناسخه). انتهى كلام عبدالستار.