أم مَعبد تصف الرسول - صلى الله عليه وسلم -

رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلج (?) الوجهِ لم تَعبه نُحلةٌ (?)، ولم تُزرِ به صُقلَة (?)، وسيم قسيم (?) في عينيه دعَج (?) وفي أشفاره وَطَف (?)، وفي صوته صهل (?) وفي عنقه سطَع (?) وفي لحيته كثاثة (?)، أزجُّ أقرَن (?)، إِن صمت، فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجملُ الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلوُ المنطق، فصلٌ لا نزرٌ ولا هذَر (?)، كأنَّ منطقه خرزات نظم يتحدرنَ، رَبعة لا يأس من طول، ولا تقتحمه عين من قِصَر (?)، غُصن بين غصنينْ فهو أنضَر الثلاثة منظراً، وأحسنهُم قدراً، له رفقاء يحفون به، إن قال: أنصَتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محشود محفود (?)، لا عابس ولا مفنَّد (?)، قال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذُكر لنا مِن أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلنَّ إِن وجدت إِلى ذَلك سبيلا.

وأصبح صوتٌ بمكة عالياً يسمعون الصوت، ولا يدرون مَن صاحبه وهو يقول:

جزى الله ربُّ الناسِ خيرَ جزائه ... رفيقين قالا خيمتي أمِّ مَعبد

هما نَزلاها بالهدى، واهتدت به ... فقد فاز مَن أمسى رفيق محمد

[حديث حسن قوي أخرجه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي انظر منال الطالب ص 132]

قال ابن كثير: "قصة أم معبد مشهورة مروية مِن طرق يشد بعضها بعضاً"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015