فأعطاه ألفا وأمسك الفرس. قال: ثم مرّ عليه راجعا في سنته. فقال له (زياد) : أعطني ألفا أخرى. فقال له التغلبي: كلما مررت بك تأخذ مني ألفا؟ قال: نعم. فرجع التغلبي إلى عمر بن الخطاب، فوافاه بمكة، وهو في بيت. فاستأذن عليه. فقال: من أنت؟ فقال: رجل من نصارى العرب، وقص عليه قصته. فقال له عمر: كفيت. ولم يزد على ذلك. قال: فرجع التغلبي على زياد بن حدير، وقد وطن نفسه على أن يعطيه ألفا أخرى. فوجد كتاب عمر قد سبق إليه:

من مرّ عليك فأخذت منه صدقة، فلا تأخذ منه شيئا إلى مثل ذلك.

ذلك اليوم من قابل، إلا أن تجد فضلا.

قال: فقال الرجل: قد والله كانت نفسي طيبة أن أعطيك ألفا، وإني أشهد أني بريء من النصرانية، وأنا على دين الرجل الذي كتب إليك هذا الكتاب.

(رواية ثانية:) عن زياد بن حدير أنه مدّ حبلا على الفرات. فمرّ عليه رجل نصراني. فأخذ منه. ثم انطلق فباع سلعته. فلما رجع مرّ عليه. فأراد أن يأخذ منه. فقال: كلما مررت عليك تأخذ مني؟ قال:

نعم. فرحل الرجل الى عمر بن الخطاب، فوجده بمكة يخطب الناس، وهو يقول: إن الله جعل البيت مثابة [1] ، فلا أعرفنّ من انتقص أحدا من مثابة الله الى بيته شيئا. قال (التاجر النصراني) : فقلت له: يا أمير المؤمنين، اني رجل نصراني، مررت على زياد بن حدير، فأخذ مني،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015