وَمَا بَطَنَ وَالأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33] .
(فلما تفاقم هذا الخطب وَعَظُمَ، وتلاطم مَوْجُ الكفر والشرك في هذه الأمة وجسم، واندرستْ الرسالة المحمدية، وانمحت منها المعالم في جميع البرية، وطُمِسَتْ الآثار السلفية، وأقيمت البدع الرفضية، والأمور الشركية، تجرد الشيخ للدعوة إلى الله، وَرَدَّ هذا الناسَ إلى ما كان عليه سلفهم الصالح في باب العلم والإيمان، وباب العمل الصالح والإحسان، وترك التعلق على غير الله من الأنبياء والصالحين وعبادتهم، والاعتقاد في الأحجار والأشجار والعيون والمَغَار، وتجريد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال، وهجر ما أحدثه الخُلُوف والأغْيَار، فجادل في الله، وقرَّر حُجَجه وبيناته.
وبذل نفسه لله، وأنكر على أصناف بني آدم الخارجين عما جاءت به الرسل المعرضين عنه التاركين له، وصنَّف في الرد على من عاند وجادل وَمَاحَلَ؛ حتى ظهر الإسلام في الأرض، وانتشر في البلاد والعباد، وعلتْ كلمة الله، وظهر دينه، وانقمع أهل الشرك والفساد، واستبان لذوي الألباب والعلوم من دين الإسلام ما هو مقرر معلوم) .انتهى كلامه 1.
ثمار دعوة الشيخ في بلاد نجد وما جاورها
فأثمرت دعوة الشيخ في بلاد نجد وما جاورها من البلدان إِثْمَارًا ملموسا، وانتشرت في تلك القطاع انتشارًا محسوسًا، وانتفع بها كافة الناس من حاضر وباد، إلا من استهوته الشياطين فسلك طريق العناد، وأقبل عليها العلماء العالمون بالله، وبما أعده للعباد، فمدحوا تلك الدعوة نظمًا ونثرًا على رؤوس الأشهاد.
وما زالت هذه البلاد تنعم في ظل هذه الدعوة المباركة إلى ما بعد النصف الأخير من القرن السابق، وبعد هذا التاريخ – تقريبا – انْقَضَّتْ علينا المذاهبُ الهدَّامَة المذمومة، والأفكار الشيطانية المسمومة، وذلك بتخطيط