506 - (10) أخبرنا أبوعليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ: أخبرنا عثمانُ بنُ أحمدَ الدقاقُ: حدثنا يحيى بنُ جعفرٍ: حدثنا عمرو بنُ عبدِالغفارِ: حدثنا الأعمشُ، عن شقيقِ بنِ سلمةَ، عن عمرو بنِ الحارثِ، عن زينبَ امرأةِ عبدِاللهِ قالتْ:
خطبَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرجالَ فوَعَظَهم وذكَّرَهم باللهِ وحثَّهم على الصدقةِ، ثم جاءَ يمشي ومعه بلالٌ، فانتَهى إلى النساءِ فوعَظَهُن وذكَّرَهنَّ باللهِ وقالَ: «يا معشرَ النِّساءِ تصدقْنَ ولو مِن حُلِيِّكُن، فأكثرُ حطبِ جهنمَ أنتُنَّ» فجعَلَت المرأةُ (تُزجي؟) بالقُلْبِ وبالخُرْصِ، فضمَّه بلالٌ في حضنِهِ.
ومَضى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ومَضى بلالٌ معه واتبعتُهم، فانتهى إلى بابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا بلالُ، فقلت: يا رسولَ اللهِ، إنَّ امرأةً مِن المُهاجراتِ ولَها زوجٌ مِن المُهاجرينَ عابدٌ مُحتاجٌ، أَفيجزئُها أَنْ تَجعلَ صدقَتَها فيهِ وفي بَني أخٍ لَها؟ ولا تُخبرْهُ مَن أَنا، فلمَّا أخبرَهُ قالَ لَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن هي؟» قالَ: زينبُ، فقالَ رسولُ اللهِ: «أيُّ الزَّيانِبِ؟» قالَ: هي امرأةُ عبدِاللهِ، قالَ: «أخبِرْها أنَّ لَها أَجرينِ: أجرَ القَرابةِ، وأجرَ -[309]- الصدقةِ».