بسم الله الرحمن الرحيم
497 - (1) أخبرنا الشيخُ أبوالخَطابِ نصرُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِاللهِ بنِ البَطِرِ قراءةً عليهِ في شهرِ ربيعٍ الآخرِ سنةَ إحدى وتسعينَ وأربعمئةٍ: أخبرنا أبوالحسنِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ رزقويه قراءةً عليه سنةَ إحدى عشرةَ وأربعمِئةٍ قالَ: قُرئَ على أبي عليٍّ إسماعيلَ بنِ محمدِ بنِ إسماعيلَ الصفَّارِ وأَنا أسمعُ: حدثنا أحمدُ بنُ منصورٍ الرَّماديُّ: حدثنا عبدُالرزاقِ، عن معمرٍ، عن الزُّهريِّ، عن عروةَ بنِ الزبيرِ، أنَّ أسامةَ بنَ زيدٍ أخبرَهُ،
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ركبَ حماراً على إِكافٍ وتحتَهُ قَطيفةٌ فَدَكيَّةٌ، وأَردفَ وراءَهُ أسامةَ بنَ زيدٍ وهو يعودُ سعدَ بنَ عُبادةَ في بَني الحارثِ بنِ الخَزرجِ، وذلكَ قبلَ وَقعةِ بدرٍ، حتى مرَّ بمجلسٍ فيه أخلاطٌ مِن المسلمينَ والمشركينَ فيهم عبدةُ الأوثانِ واليهودُ، فيهم عبدُاللهِ بنُ أُبَيِّ بنِ سَلولٍ، وفي المجلسِ عبدُاللهِ بنُ رَواحةَ، فلمَّا غَشيت المجلسَ عَجَاجةُ الدَّابةِ خَمَّرَ عبدُاللهِ بنُ أُبَيٍّ أَنفهُ بردائِهِ وقالَ: لا تُغَبِّروا علينا، فسلَّمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ثم نزلَ فوقفَ فدعاهُم إلى اللهِ عزَّ وجلَّ وقرأَ عليهم القرآنَ، قالَ: فقالَ عبدُاللهِ بنُ أُبَيٍّ: أيُّها المَرءُ لا أحسنَ مِن هذا إنْ كانَ ما تقولُ حقّاً، فلا تؤذِنا في مجالِسِنا وارجِعْ إلى رَحلِكَ، فمَن جاءَكَ مِنا فاقصُصْ عليه، فقالَ ابنُ رَواحةَ: اغشَنا في مجالِسِنا فإنَّا نُحبُّ ذلكَ، فاستَبَّ المسلمونَ والمُشركونَ واليهودُ حتى كادوا أَن يَتهاوَشوا ويَتواثَبوا، فلم يزلْ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهم، ثم ركبَ دابَّتهُ حتى دخلَ على سعدِ بنِ عبادةَ، فقالَ: «أَيْ سعدُ، ألمْ تسمعْ ما قالَ أبوحُبابٍ! - يريدُ عبدَاللهِ بنَ أُبَيٍّ - قالَ كَذا وكَذا» قالَ سعدٌ: اعفُ عنه، فواللهِ لقدْ أَعطاكَ اللهُ الذي أَعطاكَ ولقد -[305]- اصطَلَح أهلُ هذهِ البحيرةِ على أَن يُتَوِّجوهُ - يَعني يُمَلِّكوهُ - فيُعصِّبوهُ بالعِصابةِ، فلمَّا أَن ردَّ اللهُ ذلكَ بالحقِّ الذي أَعطاكَهُ شَرِقَ لذلكَ، وذلكَ فعلَ بِه ما رأيتَ، فعَفا عَنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم.