2 - أخبرنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ الشافعيُّ: حدَّثني إسحاقُ بنُ الحسنِ: حدثنا القَعنبيُّ، عن مالكٍ، عن يزيدَ بنِ عبدِاللهِ بنِ الهادِ، عن محمدِ بنِ إبراهيمَ، عن أبي سلمةَ بنِ عبدِالرحمنِ، عن أبي هريرةَ، قالَ: خرجتُ إلى الطورِ، فَلقيتُ (?) كعبَ الأحبارِ، فجلستُ معه، فحدَّثني عن التوراةِ وحدَّثتُهُ عن رسولِ اللهِ، فكانَ فيما حدَّثتُهُ أنْ قلتُ: قالَ رسولُ اللهِ: «خيرُ يومٍ طَلَعت فيه الشمسُ يومُ الجمعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ، وفيه أُهبطَ، وفيه تِيبَ عليهِ، وفيه ماتَ، وفيه تقومُ الساعةُ، وما مِن دابةٍ إلا وهي مُسيخةٌ يومَ الجمعةِ مِن حينِ تُصبحُ حتى تَطلُعَ الشمسُ شفقاً مِن الساعةِ إلا الجنَّ والإنسَ، وفيها ساعةٌ لا يُصادِفُها عبدٌ مسلمٌ وهو يُصلِّي يسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ شيئاً إلا أعطاهُ إياهُ».
قال كعبٌ: وذلكَ في كلِّ سنةٍ يومٌ، فقالَ: بل في كلِّ جمعةٍ، قالَ: فقرأَ كعبٌ التوراةَ، فقالَ: صدقَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
قالَ أبوهريرةَ: فَلَقيتُ بَصرةَ بنَ أبي بَصرةَ الغِفاريَّ، / فقالَ: مِن أينَ أَقبلتَ؟ فقلتُ: مِن الطورِ، فقالَ: لو أدركتُكَ قبلَ أنْ تخرُجَ إليه ما خرجتَ إليه، سمعتُ رسولَ اللهِ يقولُ: «لا تُعمَلُ المطيُّ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ: إلى المسجدِ الحرامِ، وإلى هذا، وإلى مسجدِ إيلياءَ أو بيتِ المقدسِ» يشكُّ (?) أيَّهما. قالَ أبوهريرةَ: ثم لَقيتُ عبدَاللهِ بنَ سلامٍ، فقالَ: كذبَ كعبٌ، فقلتُ: ثم قرأ التوراةَ فقالَ: بل في كلِّ جمعةٍ، فقالَ عبدُاللهِ بنُ سلامٍ: صدقَ كعبٌ، ثم قالَ عبدُاللهِ: قد علمتُ أَيتَ ساعةٍ هي، فقالَ أبوهريرةَ: فقلتُ له: بيِّنْها لي (?) ولا تَضنَّ بها عليَّ، قالَ عبدُاللهِ بنُ -[44]- سلامٍ: هي آخرُ ساعةٍ في يومِ الجمعةِ، فقالَ أبوهريرةَ: وكيفَ (?) تقولُ آخر ساعةٍ في يومِ الجمعةِ، وقد قالَ رسولُ اللهِ: «لا يُصادِفُها عبدٌ مسلمٌ وهو يُصلِّي» وتلكَ ساعةٌ لا يُصلَّى فيها! فقالَ عبدُاللهِ: أَلمْ يقلْ رسولُ اللهِ: «مَن جلسَ مَجلساً ينتظِرُ الصلاةَ فهو في صلاةٍ حتى يُصلِّي»؟ قالَ: فقلتُ: بَلى، هو ذلكَ. هذا حديثٌ محفوظٌ عالٍ مِن حديثِ مالكٍ، وهو إسنادٌ كلُّهم ثقاتٌ.