أَحبَّ إليَّ مِن أَن أتأمَّر على قومٍ فيهم مثلُ أبي بكرٍ، إلا أَن تَغيَّرَ نَفسي عندَ الموتِ.
فلمَّا قَضى أبو بكرٍ مقالتَه قالَ قائلٌ مِن الأَنصارِ: أَنا جُذَيلُها المُحكَّكُ وعُذيقُها المُرَجَّبُ، مِنا أميرٌ ومِنكم أميرٌ يا معشرَ قريشٍ.
/قالَ عمرُ رضي اللهُ عنه: فكثُرَ اللغَطُ وارتفَعَت الأصواتُ حتى أَشفقتُ الاختلافَ، فقلتُ لأبي بكرٍ رضي اللهُ عنه: ابسُطْ يدَكَ يا أبا بكرٍ، فبسَطَ أبو بكرٍ يدَه فبايعْتُه وبايَعَه المهاجِرونَ والأَنصارُ.
فنَزونا على سعدِ بنِ عُبادةَ فقالَ قائلٌ مِن الأَنصارِ: قَتلتُم سعدَ بنَ عُبادةَ، فقالَ عمرُ: وإنَّا واللهِ ما فيما (صرنا؟) (?) مِن أَمرِنا رأينا أمراً أَقوى مِن مُبايعةِ أبي بكرٍ، خَشينا إِن فارَقْنا القومَ قبلَ أَن تَكونَ بيعةٌ أَن نُخالِفَهم فيكونَ فساداً، فلا يَقولنَّ امرؤٌ في بيعةِ أبي بكرٍ.
قالَ الزُّهريُّ: وأخبَرني عروةُ بنُ الزبيرِ أنَّ الرَّجلَينِ الأَنصاريينِ اللذَينِ لَقيا المهاجِرينَ: عُويمُ بنُ ساعدةَ ومَعنُ بنُ عديٍّ العَجلانيانِ.
قالَ الزُّهريُّ: وسمعتُ سعيدَ بنَ المسيبِ: إنَّ الذي قالَ يومَئذٍ: أَنا جُذَيلُها المُحَكَّكُ وعُذَيقُها المُرَجَّبُ: حُبابُ بنُ المنذرِ، رَجلٌ مِن بَني سلمةَ (?).
آخِرُ الجزءِ