كُنا جُلوساً عندَ عليٍّ فرفَعَ يدَه إلى لِحيتِهِ فقالَ: ما يَحبسُ أَشقاكم أَن يَخضبَها مِن أَعلاها بدمٍ؟ فقُلنا: لِمَ قَد أَكثرتَ عَلينا مِن هذا القولِ، واللهِ لو نَعلمُ قاتِلَكَ لأبَرْنا عِترتَهُ، فقالَ: أَنشدُ اللهَ رَجلاً يَقتلُ بي غيرَ قَاتلي، قُلنا: يا أَميرَ المؤمنينَ، ألا تَستخلِفُ عَلينا؟ قالَ: لا، ولكنْ أَتركُكم كما تَركَكم نَبيُّكم (?).
356 - (87) أخبرنا القاسمُ: حدثنا يحيى بنُ الحسنِ بنِ فراتٍ: حدثنا محمدُ بنُ عمرَ بنِ أبي حفصٍ العطارُ، عن أَبانَ بنِ تَغلبَ، عن سلمةَ بنِ كُهيلٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ سَبُعٍ قالَ:
قالَ عليٌّ قبلَ أَن يُضربَ بثلاثٍ: أينَ شَقيُّكم هذا؟ أمَا ليَخضبَنَّ هذِه مِن هَذا. قالَ: فلمَّا أَن ضُربَ دَخلتُ عليه فقلتُ: يا أَميرَ المؤمنينَ / استَخلفْ، قالَ: لا، قلتُ: اتَّق اللهَ، فما تَقولُ لربِّكَ عزَّ وجلَّ؟ قالَ: أقولُ: تَركتُهم كما تَركَهم رسولُكَ، فإنْ شئتَ أصلحتَهم، وإنْ شئتَ أَفسدتَّهم (?).
357 - (88) أخبرنا القاسمُ: حدثنا إبراهيمُ بنُ إسحاق الصِّينيُّ: حدثنا نوحٌ، عن زكريا بنِ أبي زائدةَ، عن عطيةَ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ أنَّه سُئلَ عن عليٍّ، فرفَعَ حاجبَيهِ بيدِه ثم قالَ: ذاكَ خيرُ البشرِ (?).