من فوائد هذا الحديث
1- أن حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت في السنة العاشرة من الهجرة، لقوله: "ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاج "؛ فإن قال قائل لماذا لم يحج النبي - صلى الله عليه وسلم - في السنة التاسعة، أو في السنة الثامنة، أو في السنة السابعة مثلاً؟ قلنا أما ما قبل الثامنة فلا يمكن أن يحج، لأنها قبل الفتح، وكانت مكة تحت سيطرة المشركين، وقد
ردوه عن العمرة، فكيف عن الحج؟!.
وأما في السنة الثامنة بعد الفتح، فكان مشتغلاً عليه الصلاة والسلام بالجهاد، فإنه لم يفرغ من ثقيف إلا في آخر ذي القعدة.
وأما في السنة التاسعة، فقيل إنه لم يحج لأن هذا العام عام الوفود. فإن العرب كانوا ينتظرون فتح مكة، ولما فتحت مكة انتظروا أيضاً القضاء على ثقيف، لأنهم أمة لهم قوة، فلما قضى عليهم عليه الصلاة والسلام أذعنت العرب، وصاروا يأتون أفواجاً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المدينة، فكان في المدينة ليلتقي هؤلاء الوفود يعلمهم دينهم عليه الصلاة والسلام.
وسبب آخر هو أنه في السنة التاسعة حج المشركون مع المسلمين، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكون حجه خالصاً للمسلمين، ولهذا أذن في التاسعة ألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. هذا إذا ما قلنا إن الحج فرض في التاسعة، وإن قلنا إنه فرض في العاشرة فلا إشكال.
2- أن ميقات أهل المدينة ذو الحليفة. لقوله: (فخرجنا