وقال تعالى: {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} . وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف» ، فهذا دليل على أن مثل هذه الأوصاف تصح لله تعالى ولغيره، ولكن اتصاف الله بها لا يماثله شيء من اتصاف المخلوق بها، فإن صفات الخالق تليق به، وصفات المخلوق تليق به.
وقول القائل لأبيه أو أمه أو صديقه: "العزيز" يعني أنك عزيز علي، غال عندي، وما أشبه ذلك، ولا يقصد بها أبدا الصفة التي تكون لله، وهي العزة التي لا يقهره بها أحد، وإنما يريد أنك عزيز علي، وغال عندي، وما أشبه ذلك.
فأجاب بقوله: قول: "أدام الله أيامك" من الاعتداء في الدعاء؛ لأن دوام الأيام محال، مناف لقوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} . وقوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} .