وهناك ما يسمى بالوهم وليس بخوف، مثل أن يرى ظل شجرة تهتز، فيظن أن هذا عدو يتهدده، فهذا لا ينبغي للمؤمن أن يكون كذلك، بل يطارد هذه الأوهام لأنه لا حقيقة لها، وإذا لم تطاردها فإنها تهلكك.
مناسبة الخوف للتوحيد: إن من أقسام الخوف ما يكون شركا منافيا للتوحيد.
وقد ذكر المؤلف فيه ثلاث آيات:
أولها ما جعلها ترجمة للباب، وهي قوله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} .
إنما ذلكم: صيغة حصر والمشار إليه التخويف من المشركين.
ذلكم: ذا: مبتدأ، والشيطان: يحتمل أن يكون خبر المبتدأ، وجملة يخوف حال من الشيطان.
ويحتمل أن يكون الشيطان صفة لـ ذلكم، أو عطف بيان، ويخوف خبر المبتدأ، والمعنى: ما هذا التخويف الذي حصل إلا من شيطان يخوف أولياءه.
ويخوف تنصب مفعولين، الأول محذوف تقديره: يخوفكم، والمفعول الثاني: أولياءه.
ومعنى يخوفكم، أي: يوقع الخوف في قلوبكم منهم، وأولياءه أي: أنصاره الذين ينصرون الفحشاء والمنكر؛ لأن الشيطان يأمر بذلك، فكل من نصر الفحشاء والمنكر، فهو من أولياء الشيطان، ثم قد يكون النصر في الشرك وما ينافي التوحيد، فيكون عظيما وقد يكون دون ذلك.
وقوله: {يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} من ذلك ما وقع في الآية التي قبلها، حيث