من هذه الدنيا، فحبب إليه النساء؛ لأن ذلك مقتضى الطبيعية ولما يترتب عليه من المصالح العظيمة، وحبب إليه الطيب؛ لأنه ينشط النفس ويريحها ويشرح الصدر، ولأن الطيبات للطيبين، والله طيب لا يقبل إلا طيبا.

فهذه الأشياء إذا اتخذها الإنسان بقصد العبادة صارت عبادة، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» ، وقال العلماء: إن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وقالوا: الوسائل لها أحكام المقاصد، وهذا أمر متفق عليه.

وقد ذكر المؤلف رحمه الله في هذا الباب آيتين:

الأولى التي ترجم بها وهي قوله: ومن الناس.

من تبعيضية، هي ومجرورها خبر مقدم، ومن يتخذ مبتدأ مؤخر.

قوله: أندادا. جمع ند، وهو الشبيه والنظير.

قوله: {يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} أي: في كيفيته ونوعه، فالنوع أن يحب غير الله محبة عبادة.

والكيفية: أن يحبه كمحبة الله أو أشد، حتى إن بعضهم يعظم محبوبه ويغار له أكثر مما يعظم الله ويغار له، فلو قيل: احلف بالله لحلف، وهو كاذب ولم يبال، ولو قيل: احلف بالند لم يحلف، وهو كاذب، وهذا شرك أكبر.

وقوله: {كَحُبِّ اللَّهِ} . للمفسرين فيها قولان:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015